التغيير المستمر في حياة الفرد للدكتور داود فلنة

هل طلب التغيير الدائم والمستمر في طبيعة الأنسان ، شيء بنّاء وخلّاق ..؟ أم هي مشكلة حقيقية يعاني منها الشخص ..؟
ولتقريب المسألة أكثر وهل هذا المطلوب جزء من الطموح أو جزء من الأعتداء على مساحة الآخرين ...!
ربما التساؤل الأخير ينطبق على العمل الوظيفي ، فمن رئيس قسم تطمح الى مدير فرع الى مدير عام الى وزير وتحلم في الرئاسة وإن نلتها تحلم في رئاسة دولة مجاورة .
على المستوى العاطفي والزواج ، وهذة الزاوية الأهم في مقالي ، لأنها تسهم في بناء المجتمع السوي المستقيم والمستقر ، تزوجت امرأة بجزّار ونالت من أنواع اللحوم ما لذّ وطاب ، وعينها على فكهاني يزوّدها ويغذيها بكل أنواع الفاكهة ، تعشق الكلام الجميل فتتزوج من شاعر ، وتتمنى أن يكون طيّارا لتحظى بالتحليق الجوّي وتزور كل دول العالم ، تعشق تلك الأنامل التي تعزف أجمل الألحان فتتمناه موسيقارا ،وطبيبا جرّاحا ومهندسا ووزيرا وأستاذ جامعة وتاجر عِقار وهكذا ، الحلم يستمر والتغيير مطلوبا دوما وعلى الجانب الآخر يقف الرجل على نفس المسافة من حلم التغيير وربما عدم القناعة والرضا ، يتزوجها مهندسة وشعرها أسود ويحلم بها ويتمناها طبيبة بشعر ذهبيّ ، أو مديرة مدرسة وان كانت مطربة ودلوعة مغناج كنانسي عجرم يكون حلما أجمل ، صيدلانية ، شاعرة ، معلمة رياضة ، طموحات وأحلام وأمنيات تغيير لا تنتهي أو تقف عند حد .
الى كلا الجنسين ، هل تخطّيت قول الحقيقة ، بكل صدق وأمانة مع العقل والنفس ومصارحتها ، ألسنا نحن أو معظمنا كذلك ...؟ بدون أن ندّعي المثالية في شخصنا ونعترف بصراحة أن طلب التغيير هذا يتعبنا ..! وهل وصلنا الى مرحلة نعترف معها أن الرضا عن شريك الحياة هي الجزء الأكبر من سعادتنا التي تبحث عنها يد زوج بيريموت كونترول التلفاز يقلّب كل القنوات الفضائية ليرى ذاك القدّ الممشوق ولا يراعي شعور زوجته المنهمكة في اعداد طعام العشاء له ولتحظى بكلمة أقلّها ..تسلم يدك ..أترككم مع ضمائركم ومع أحلامكم وآمالكم السعيدة.
د.داود فلنة