الضاحك القتيل للشاعر داود فلنة

يقولون أن السكوت من ذهب
لن أسكت اذا أحد على حقي وثب
وسوف أعلنها ثورة شغب
وأعلّي صوتي على المنابر
وفي الخطب
فأن صودرت أوراقي وأقلامي
هذه قلة أدب ...!
أعوذ بالله من شعري
اذا تعالى على القافية
والأوزان
وأعوذ بالله من الشيطان
وأعوذ بالله من السلطان
وأعوذ بالله منهم ..
لا المعوذات تجدي
ولا ينصرفون
لو قرىء كامل القرآن

اذا لم أكن في سطور الشعر ألغاما
حرام علي وعلى غيري كثر الكلاما
والا حفظنا الود وماء الوجه والأحتراما

لا تستصرخوا حزنا
ولا فارسا غاضب
علّموا صقل السيوف للأطفال
ليتبدد ويتغير الحال
فلا نهوى النوم في حضن العذارى
ولا تهوى السيوف النوم في غمد الرجال
ابتسم لم العبس ؟
فما أجمل الأبتسام ...!
لم تشقى وغيرك يسعد
ابعد عنك هذا الأتهام
يكفي أنك في وطنك مبعد
لن يطول هذا الظلام
وسيأتي النور من طريقنا الأبعد
حين تصبح رمزا
تداعب حلم الأطفال البنادق
نكون شعبا يتطلع للحرية صادق
تبقى الأرض ما بقيت تلال
ورمال
أسمع آهات تناديني تعال
اقترب منك أكثر
أحمل اليك في يدي آلاف الأزهار
أنظر في السماء
أبكي محموما
غابت عنه كل الأقمار
سقطت من عليائها
كما في الغابات تسقط أوراق الأشجار
قتلوني وأنا أضحك
فأنا الضاحك القتيل
عبئوني كحلا في عبوة فتيل
وزرعوني الغاما
ليورق النرجس في بلدي الملتهب
ولكن الدرب طويل ...
كل شيء يغرق الآن
بضحكات القتيل ...
وضاعت فلسطين بين القال والقيل ...

هنا ... هنا ... في فلسطين
لا تسألني عن السر الحصين
عن سر العجين
هنا يعيش شعب
يعشق الهواء والماء والطين
يقهر جدار السجن
وعدوا لعين

داود فلنة