خطب يوم الجمعة للدكتور داود فلنة

بماذا خرجت؟.. وماذا استفدت؟.. التفت يمينا واشاهد رجلا قد غشيه النعاس وآخر ينتظر إقامة الصلاة، فخطباء الجمعة عندنا مع ــ عميق احترامنا ــ لا يتكلمون عن واقع المجتمع، ولا عن المشاكل المجتمعية، ولا عن التطورات السياسية بالبلاد، ولا يربطون مبادئ الإسلام وتعاليمه بالاقتصاد والتجارة. خطباء الجمعة يشعروننا بكثير من الإحباط، بل إن الشباب اليوم قد يعزف عن حضور صلاة وخطبة الجمعة ما دام الخطاب الديني لايزال قديما، يتحدث عن الوضوء والسواك ودعاء الركوب، بينما قضايا المجتمع الحقيقية التي تستحق أن يبدي فيها خطباء الجمعة آراءهم تبقى مهمشة ولا أحد يطرقها إلا من رحم ربي. خطبة الجمعة هي بمثابة الوقود الأسبوعي للمسلم، ولكننا هنا وللأسف الشديد نملك خطباء لا اعرف ماذا اسميهم، ولا اعرف ماذا سوف يقولون لرب العباد يوم لقائه، بسبب الصمت المطبق تجاه قضايا الوطن المصيرية وبسبب المجاملات والمداهنة واحيانا النفاق. إن هناك من الخطباء من لا يتكلم خوفا على فقدان (منصبه) أو أنه يطمع في أن يتولى منصبا في القضاء، لا اعرف هل هذا هو حالنا؟.. لماذا يصمت خطباء الجمعة عن الحديث بواقعية وجرأة عن مشاكل البلاد، لماذا هذا الخوف؟.. ومم الخوف؟