قالت كيف تكتب الشعر للدكتور داود فلنة

أنا والليل وصديقتي
وحدنا وضوء شمعة
قالت : كيف تكتب الشعر
قلت ,, إفردي شَعرِك
وإطلقي لجام خصْرِك
ستري الشعر بأم عينك
شعرا لن يندثر بعدِك

قالت هات فمك
فقطوفي دانية
قلت لها أخاف الله
وهذه دنيا فانية
قالت صباك في الحشا
مدّ يدك وأنا الزانية

فستانك هذا الذي ترتديه
وهذا الجسد الذي فيه
هذا النهد
الذي يطلب المجد
يطلب التيه
حقا انه سفيه
لا يسمعني
وأنا أناديه
وهو يعلم علم اليقين
إنني من أميته وأحييه
وهذا الخصر
سيد العصر
كيف أجرحه وأداويه
بين يداي أثنيه
وعنق مشرئب للسقف
لا يسأل عن موت وحتف
يعلم كيف أناجيه
بين شفتاي
أبعده وأدنيه


الكل هذه الليلة يتعرّى
وربما أكثر
وأنا أتشرنق
أصغر ,,,أكبر
اتأمل حول الخصر
تفاحا أخضر
وأتحسس نهدا أحمر
أشرب وأسكر
مجنونة قالت دخّن
وما علِمتْ ...!
ما عادت سجائري
ترضيني
ولا نيرانها تكويني
يا جاهلة
لظى شفتاك ما يرضيني


إني أرى موعد موتي قد دنا
فأنظري بعدي قلبك ما جنى
هذا كتاب موتي
وما كنت للموت كاتبا
فإذا لم تجد إلا الأسى لك صاحبا
قل أوجعتني فتاة ناهد كاعبا
قل للتي عني تباعدت
حتى كدّتُ أنسى شكلها
لو لقيتها لكان قتلها
ولكن خوفا من السماء
ومن عدلها
قف يا صاحبي هذه دارها
قف وتمعّن بأغصانها
والبلبل على أفنانها
وتينها وزيتونها ورمّانها
انتظر
سوف تخرج غزلانها
سترى أميرتي وترى ريعانها
كم ممشوقة وكيف بنيانها
ترى العيون وترى أردافها
ستتكلم بعيونها
وليس بلسانها
مشغولة بمضغ لبانها
احبس دموعك صاحبي
وتعلم كيف تكتوي بنيرانها
وكيف تعودتُ إدمانها
ولا تلمني أن أطوي أزمانها
ولترى كم كنت زعيم نحس
بعدم عقد قرانها
وأهوى الهوى لهواها
وإن ذكروا إسمها
يخيل لي أنني أقبّل فاها
إني أعض اصبعي من شدة الندم
كيف أحببتها حتى أخمص القدم
ليقتلني الشوق والألم والعدم
وأصبح تاريخا من سالف الأمم
يا صاحبي خبّر من لا تراعي عهدا
ما أطيق لها بُعدا
ولن أكون لغيرها عبدا

****
د.داود فلنة