الحاكم العربي للشاعر الدكتور داود فلنة

إنّنا قد أبتلينا
بفخامة
بجلالة
بسمو
عهره زنا
فالعهر بعض من زنا
بعد قليلاً أو دنا
بعضه رخيص
وبعضه غالِ نفيس
وبعضه مدنّس تدنيس
وبعضه لا يقدر عليه أبليس
للعهر أشكال وأنواع
بعضه في السوق
وبعضه متأصل في الاطباع
وعهره
لا يشترى ولا يباع
سره لا يذاع

إنّ على وجهه لمسحة ملك
كالأفعى
صدقت صديقي مطر
ما ان يغور برأسه في جحره
حتى يطلّ علينا بالذنب
لن يخرج لو قرأت عليه
المعوذات وتبت يدا ابي لهب ..
لو دعينا الرجل الصالح
ووهبناه كل ما في الدنيا
من مال وذهب ...
وأذاب كل ما في النيل
من زبر الحديد
وجمعنا أثاث بيوتنا
وأوقدناه حطب ..

* * *
أي نوع من المكآفآت
كنا ننتظر ... ؟
أي نوع من المعجزات
تحققت على يديه
بعد كل هذا الصبر ..؟
ما هذا الكرم الحاتمي
والجود السخي
من قال انك علينا بخيل ..؟
أني لا استحق النعمة
أنني انسان بطر
يا صاحب الصفات النبيلة
من قال انك غير أصيل ؟
ولمن هذا الخيل ...؟
ولمن هذا الصهيل ..؟
من يجرؤ أن يتهم حاتمي
ويلقي بنفسه في مسالك الخطر
يا سليل الحسب والنسب
أرجوك
أني اعتذر
ما كنت لولا عفوك على العيش
أن أقتدر
اطحني ربي دقيقا
أو اجعلني ربي رقيقا
او القني بواِد سحيقاً
حتى لا القي التهم جزافاً
واكون دقيقاً ..
أنت لا قبلك قبل
ولا بعدك بعد
أنت خارق ..
أسمح لي انت حارق
أسمح لي انت مارق
اسمح لي انت سارق
لكل القيم والمبادئ والعادات
للماضي والحاضر والآت
وما جآء في أساطير الأولين
ولكل مذهب ودين
فالأعيبك فن يدرس
وعهرك كتاب مقدّس
تتناقله الاجيال
جيل بعد جيل
تحكى عنه الحكايات
وتؤلف له الروايات
ويدرس بكل اللغات
واللات والعزة
حلف بها العرب قبل الاسلام
وما تحلف به كل الاديان
ورب عيسى وموسى ومحمد
على مر العصور
وما ولد من آدم
من هم فوق الأرض
أو تحتها في القبور
لن أجد لك مثيل
لو طفت الأرض
ليلاً نهاراً
بسراج وفتيل

* * *
تلقم فوهة البركان
وتدّعي الحنان
تحرق الأخضر واليابس
وتغتال الانسان
تحرك مواطن الزلزال
لتحقق الأمان
ويسيل الدم شلال
كنت صاحب المجد الرفيع
وأصبح مجدك وضيع
يا من احسنت صنعاً وصنيع
من يبتكر معجزة
وينكرها طفل رضيع ... يضيع .. !

سلّمتنا لوكالة الغوث
وسلمت نفسك للحلفاء
وأصبح وطننا
وطن أشلاء
ومن حولنا يتربص بنا الاعداء
وعدتنا ان تمرد النهر الى مصبه ..
والطفل الى بطن امه
فأخرجت الموتى من قبورهم
وأجهضت الحمل قبل تمامه
طخت لنا وعوداً بالماء
فتناثرت جثثنا في الأنحاء
لا نريد للحق ان يبقى
بنصف رداء ..
ونبقى مصفوعين بالحذاء
على حافة الانتحار
تضيع عروبتنا
ونحاكم يعرب ونعدم قيدار
فأما نصنع دربًا للنهار
او ندق في نعشنا
آخر مسمار ..

اذا تمردت العشيرة
وأبناء القبيلة
وطالبوا برأسل قتيل
هل يغفو البركان خلف خيامهم
وينام الزلزال تحت ارجلهم
هل تكون حاتميا حقا
أو يدقون رأسك دقآ
هل يجلو الخطر
ونعش بأمن
بدو وحضر ..
يا صاحب المبآدئ
وانت كل ما فيك مساوىء
يا صاحب المكيالين
واللعب على الحبلين
لن يبقى لك موطئ قدم
وسوف تعيش - ان بقيت -
بين الذكريات والألم
لا ينفعك عويل وندم
اعلن - كما نحن - العصيان والتمرد
وصلي لربك صلاة التهجد
فرغما عن أنوفنا
كذلك سيوفنا
أعلنت التمرد ...

د.داود فلنة