من جرحنا نستنشق حرية للدكتور داود فلنة

لبنان سوريا السعودية
الأردن مصر المغرب
الكويت كوريا الجنوبية
بريطانيا اليونان
تركيا كندا المكسيك
امريكا الجنوبية والشمالية
ايطاليا فرنسا وألمانيا الأتحادية ...
شواطىء خلجان ..
غابات وديان ..
بساتين حدائق جبال ..
مناظر أنهار ..كباري ..
مسارح ... ملاهي ..
حانات ... مقاهي
فنادق ... أبراج ..
سيارات ... طيارات
بواخر سفن .. قطارات ...
لم ألقَّ راحة بال
ولم يهدأ ليَّ حال
الا تحت زيتونة الظهر
رغم القهر
اجلس تحتها
استنشق هواء قادما من الغرب
وأستمع الى نهيق
" جحشة أم عطا "
وأنفجرا ضاحكا
على أولاد صغار
خرطوا مشمشة " الحجة فريدة "
وشردوا ...!
طفت العالم ..
وجبتُ السند والهند
تعرّفت على المرأة الهندية والصينية ..
شاغلتني الأمريكية والروسية ...
شربت قهوة مع البرييطانية
وفي شيكاغو مع اليهودية
بصحية صديقتي سامراء العراقية
وفتاة بيضاء رومانية
زوجها يحمل الجنسية المكسيكية
قادمة من يوغوسلافية
لتقابل أخرى استرالية
وفي عيد الفصح
دعتني فتاة أفريقية
تعرف صديقة مصرية
...ياه ..ز!!
غيّرت دفتر عائلتي
سبعون مرّة
وعدت لحضنِ الفلسطينية ..
وكانت من فلسطين
أولى الكلمات ...
عندما يختلط في رأسك
عبير الذكريات
وما يعتلي شفاه المهنئون من بسمات ..
تضحك في وجه هذا
وتجامل ذاك
وعيناك سابحتان
غارقتان في المكان
تجولان تبحثان عن طفولة شقيّة
عن عنوان وهوية ..
تنتبه فترّد التحية ..
ثم تعود تغوص في أحشاء القضية ...
ما زال الجوُّ ملبدا ..
يعتريك خوف
تتملكك الدهشة ...!!
على باب بيتك جند ودورية ..
أطفال وحجارة وأطارات مشتعلة ..
ستون عاما والخنجر في خاصرتي
وحلم جميل في أحشائي
جنين لم يكتمل نموه
ينتظر عملية قيصرية ..
يا هذا
لمن في فلسطين تؤدي التحية ...!
ما زال جاري يقبع خلف القضبان الحديدية ..
تستنشق هواء فلسطين
ولا تستنشق حرية ..!
لا نستطيع تغيير هندسة الكون
ولا لون حجارته
ولكننا نطلُّ من جرحنا
نستنشق هواء وحرية
لا نعتب على أمتنا
ليست من تمنحنا الهوية
أمة تكتب قصائدها على جدار الكعبة
وتبكي عصر الجاهلية
د.داود فلنة