طالبات الجامعة للشاعر الدكتور داود فلنة

أمة تاريخها لا تاريخ عاهرة
كل ليلة في حضن ساهرة
أمة تعيش على الماضي
ترقص على أنغامه كل ليلة
في نادي ...
ساقها مكشوف تبدو كساحرة
وصدرها عريان بادي
لا عيب في عيوبها
بها جاهرة
غير خجولة هذا عادي
بنزع القيم تنادي
نفسها بالسوء آمرة
وليست الأباليس الآمرة
بشرع الله ساخرة
لا يهمها دنيا ولا آخرة

* * *
أني أتمزق فلا تعجبي
أني أغرق فأستوعبي
أني أصبحت رفيق الجرح
اني أنتظر مجيء الصبح
لن أقدم عذرا
فلا أطيق صبرا
قد يكون كلامي جمرا أحمرا
قد يكون كلامي رمحا اسمرا
لا أريد لكلامي
أن يكون سكرا
قد يفوح من كلامي عنبرا
وينبش الثرى
ويفضح ماجرى
ربما كلامي يخرج القهرا
ربما كلامي يغير الدهرا

* * *
فتاة عذراء
بقاهر الأغراء
سلطة هدامة كاسحة
أو ترتدي ما منه الأسم جلباب
يا أرباب الأرباب
الرجل أولى بالجلباب
من تاريخ بني آدم
منذ نشوء الحضارات
وللرجل عليهن درجة
ليبقين للرجل خاضعات
فاصبح قانون غاب
جوهره أنوثة مازوشية
الرجل فريسة والمرأة صياد
تبث الحب الذي يشتهيه الطير
ليساق الى الشبكة
ما يتعرضن له من مضايقات
رد على هجوم فاضح
للسائد من أيديولوجيات
لأقناعها في أن تساير هذا السلوكيات
عليها أن تبرر هذا اللباس
لا الأعتراض على ما في الذكور من التباس

* * *
هؤلاء بناتنا طالبات الجامعات
قصدن نواد ليلة
أم لعرس ذاهبات
وماذا عن التعليم وتحقيق الذات
سبحان من وهب العقول
ووزعه على جميع الكائنات
ومن وضع في الشنط الجوالات
وبدل بالجينز العباءات
ووزع في الفصل الرنات
وتبادل الأغنيات
أهن لطموح المستقبل زوجات ؟
ولأطفال الغد مربيات
لا أنسى الفتيان
وأحمل على الفتيات
بل من عندهن تصدر الطلقات
هن بالذات
مكمن الخطورة والرسائل والكلمات ...!

* * *
أشرح لهن درسا بلغة أخرى
في العلوم المصرفية والرياضيات
يرفضن الأستماع
لا يعرفن لغات
يعرفن توزيع الرنات
في الماكياج يقمن ندوات
تصبح دور ازياء الكليات
ولا أحد في المحاضرات

* * *
لله همي أشكو
وللأباء والأمهات
ولا أعلم غدا الآتي
ماذا يأت بآت ...
أعذروني
فأنا في المنفي
بأعيني لا أرى
بل أخبرتني العصافير
وسنابل القمح ....
أعذروني
ما بين شكي وظنوني
او قولوا
صحوتي وجنوني
قولوا ما شئتم
فالصبح ليس ببعيد
يجيئون ويعتقلوني
يصادرون قلمي وكلماتي
ويغرزون في صدري خناجر
ويفضون بكارة طائر ...
د.داود فلنة